المجال الترابي لسيدي يحيى الغرب

المجال الترابي لسيدي يحيى الغرب

1-المقومات الإثنية :

أ- سميت المدينة باسم سيدي يحيى الغرب,نسبة للولي الصالح سيدي يحيى بنمنصورالمنحدر من سلالة الشرفاء المناصرة إحدى فروع الأدارسة,جده هوالغوث سيدي محمد بن منصوردفين جماعة المناصرة بإقليم القنيطرة )مولى قبتين(

ب- تتعدد إثنيات مجالها الترابي بتعدد الهجرات التي عرفتها المنطقة,لغنى موردها وخصبه الذي يسمح بالتنمية,حيث قصدتها مختلف الإثنيات بحثا عن الكلأ والإستقرار,وتبقى قبائل ابني أحسن أبرز مكونات الساكنة ,دخلوا المنطقة مع الهلاليين وبني معقل ليحدث اندماج تمخض عنه تكاثر بشري ,يصعب فيه الحديث عن إثنية قحة .

ب- القبائل السائدة : لعب التجاور الجغرافي للمدينة بمجال زموردورا أساسيا في دخول عناصر أخرى – العنصر الزموري- والعنصر الحساني المدعو ( اعريبات) التي أغنت المجال في حركيته الاقتصادية والبشرية واللغوية بما فيها العادات والتقاليد,الموثقة بعقدة أخلاقية تدعى : الطاطا . وتتفرع قبائل بني أحسن إلى بطون وأفخاذ أهمها قبائل التوازيط المحيطة بالمجال الترابي للمدينة وتنقسم إلى قسمين :التوازيط الجنوبية وتشمل : دواوير: الرحاونة- الشنانفة لحمر- لحلالبة القاسميين – أولاد بوشيبة – الركابي(بفروعها المتعددة) أولاد بنعيش- أولاد أحمودو,وتنتمي جميعها لإقليم القنيطرة . التوازيط الشمالية : وتضم :الشنانفة لبيض ( تنتمي إداريا لعمالة سيدي سليمان ,حيث أصبحت داخل المدار الحضري بناء على التقسيم الجديد) أولاد سيدهم والصفاري.وبني فضل, يخترق هذه الدواويرنهر تيفلت وواد اسمانطو ,اللذان يعتبران الشريان ألفلاحي لساكنة تهتم بتربية المواشي والفلاحة التقليدية وتربية النحل,و جل الشباب يشتغلون في أوراش الغابة.

ج- اللغة واللهجات المستعملة : تتحدث الساكنة بالعامية المغربية ,وإن كانت تضم عناصر أمازيغية ,إلا أن هذه العامية تتميز بسرعة فائقة في الأداء ,مع تفخيم الحروف أثناء النطق,إضافة إلى اتسامها بطابع ارتفاع الصوت .ولبعض الشيوخ لغة تدعى " الغوص" لايفهمها إلا ذوي الاختصاص ,وهي لغة مبتكرة للتواصل وتفادي الإحراج .

د- المهرجانات والمواسم : عرفت المدينة سابقا ,بموسم الولي الصالح سيدي يحيى الغرب ,الذي كان يقام على مدى أسبوع ,نهاية شهرشتنبرمن كل سنة إلا أن اتساع رقعة المجال وضيق الوعاء العقاري وتشويه معالمه من جراء الفيضانات حالت دون استمراره ,حيث الاكتفاء حاليا, ببعض الأنشطة المحلية " للرماة" من خلال حفلات التبوريدة قرب المصلى على الحدود مع المجال العسكري .وعرفت المدينة تنظيم مهرجانها الثقافي الأول بداية الألفية الثانية ,لكنه أقبر لاعتبارات سياسية .

ه- المنتوجات الطبيعية :يعتبرالمجال الغابوي للمدينة التي تقع في قلب جهة الغرب الشراردة بني أحسن (وسط غابوي ) أهم مزود للمغرب بمادة الخشب,حيث تحتوي على أول مستودع للخشب بالمملكة ,يفوق رقم معاملاته (مليارين سنتيم)لكن القطاع غير منظم وغير مهيكل مما يفوت على المدينة فرصا للتنمية .كما تظم المدينة وحدتين صناعيتين 1- معمل سللوز المغرب لعجين الورق (أغلق)2-معمل إثرورلتصنيع الفلين .

و-المآثر العمرانية بالمجال : كانت المدينة نقطة عبور للسلطان مولاي إسماعيل ,حيث أسس قلاعا وحصونا لازالت بعض بقاياها شاهدة على ذلك وإن تعرضت للإتلاف في غياب أي اهتمام من طرف الجهات المسؤولة من قبيل : دار سالم (دوار أولاد أحمودوعامر السفلية) بقايا سور بمقبرة سيدي بونوار بالقاسميين على بعد 5كلم من سيدي يحيى الغرب,وقد دمرت غرف حمام بنفس الدوار سنة 2002 .وهناك بقايا قلعة بجنان محيمدات قرب النخلة بدوار الرحاونة.

ز- الأسواق الأسبوعية : هناك سوق أسبوعي خارج المدار الحضري في اتجاه التوازيط خارج المدينة بحوالي كيلومترين 2 لاتستفيد منه الساكنة الحضرية لصعوبة التنقل ,لكنه يلبي خدمات الدواوير المحيطة,ويساهم بشكل كبير في حركية مداخيل جماعة عامرالسفلية .

الأستاذ :إدريس الكرش

باحث في التراث